مراجعة وتدقيق: هناء جابر
بعد دراسة مئات من المعلمين ممن كانوا يطبقون التعلم القائم على المشروع في صفوفهم حول العالم، توصل زاكاري هيرمان المدير التنفيذي لمركز التعليم المحترف (أو التعلم المهني) في كلية الدراسات العليا بجامعة بنسلفانيا إلى ما يمكن وما لا يمكن تطبيقه بنجاح، و من ضمن ما توصل إليه نتيجة مفادها: أن الطلاب يحبون العمل على مشاريع و يشعرون بالحماسة تجاه إنجازاتهم، ولكن هذه الحماسة وحدها لا تكفي. حيث أشار في كتابه الممارسات الاساسية للتعلم القائم على المشروع، والذي قام بكتابته بالتعاون مع زملائه في جامعة بنسلفانيا وتم نشره من خلال مطبعة قسم التربية في جامعة هارفارد أنه " إذا كان الطلاب منخرطين بدون أن يتعلموا شيئا ذا معنى، فإن التعلم القائم على المشروع قد فشل في إتمام هدفه".
العقبة التي تقف في وجه كثير من المعلمين هي كيف يجعلون التعلم القائم على المشروع يحقق كليهما.
"في الواقع تعتبر المواد الدراسية مليئة بالكثير من المسائل الملحة والأحجيات المحيرة. وللأسف، فإننا كمعلمين نحصر المواد الدراسية بحفظ الحقائق والأرقام بدلا من طرحها كقضايا حقيقية محفزة للاكتشاف"، بحسب هيرمان، خريج برنامج الدكتوراة في القيادة التعليمية التابع لكلية الدراسات العليا بجامعة هارفارد. ويتابع قائلا: " الأمثلة الغنية التي يقدمها التعلم القائم على المشروع مليئة بطرق تكفل استثارة الأسئلة الكبرى للموضوعات الدراسية بطريقة مقنعة وذات معنى لطلابنا."
الكثير من المعلمين يعتبرون أن نجاح التعلم القائم على المشروع فكرة "صعبة ومليئة بالتحديات"، كما ذكر هيرمان وزملاؤه في بحثهم، ولكنهم يؤكدون أنها ليست بالفكرة المستحيلة حيث يمكن إنجازها بشكل جيد جدا وفعال.
سنعرض هنا ثلاثة أمور قام بها المعلمون الذين تمت دراسة ممارساتهم وهي بشكل عام كالآتي:
1. قاموا باستثارة مهارات التفكيرالعليا:
المعلمون المتمكنون الذين يستخدمون التعلم القائم على المشروع في صفوفهم لم يكتفوا بتقسيم الطلاب الى مجموعات و تكليفهم بإنجاز مهماتهم بأنفسهم. بل إنهم قاموا بالتجول في أرجاء الغرفة الصفية أثناء انهماك الطلاب بإنجاز مشاريعهم، طارحين الأسئلة لدفعهم إلى تحليل المهمة التي يقومون بها.
يقول هيرمان، "نحن ننخرط بمهارات التفكير العليا كرد فعل على شيء ما - سؤال أو مسألة أو تحدٍّ" . لذلك على المعلمين أن يتأكدوا من وجود قضية ملحة تتطلب مهارات تفكير عليا تقود المشروع. و بما أن تصميم المشروع بحد ذاته لا يعتبر كاف، يتوجب على المعلمين أن يساعدوا الطلاب بشكل مستمر على التفكير بشكل أعمق من خلال الأسئلة التي يطرحونها". هذا الأمر يتضمن طرح أسئلة مثل: "لماذا تعتقد ذلك؟" "هل تعتقد أن الأمور تتم دائما بهذه الطريقة؟" "أخبرنا أكثر عن هذه الفكرة"، أو ببساطة، "لماذا؟"